هكذا علمتني الخواطر......

يسعد مساكم والصباح

يظن البعض أن كتابة الخواطر مضيعةٌ للوقت
وأنها تجارةٌ كاسدةٌ لا ربح فيها ..
وأنها إهدارٌ للكلمات ..
وحشدٌ من العواطف والأحاسيس الكاذبات ..
لقد علمتني الخواطر ما لم أتعلمه
في دور العلم ..
تعلمتُ كيف أنتقي العبارة كما ينتقي أحدكم
أجود التمر لأكله ..
علمتني الخواطر كيف أصنع الكلمة ..
وأهذّب المنطق والعبارة ..
فهي للعقل توسيعٌ وإنارة ..
جعلتني الخواطر أكثر إحساساً مما مضى ..
وجعلتني الخاطرة أشعر بشعور الأخرين ..
فلا أجرحُ أحداً .. بقولٍ ولاهمزٍ ولمز ..
أصبحتُ أنظر إلى كل من حولي
بعقلي وأحاسيسي
نظرة حبٍ وعطفٍ
وأصبحت أنظر إلى كل شيء بعيد نظرة شوقٍ ..
وإحساسُ ألمٍ لبعدهِ ..
فصرت أشتاق للنجمة في السماء ..
بل صرتُ أتأمل في كل ما يُحيط بي ,,
فكل شيٍ حولي يستحقُّ أن أكتب فيه خاطرة ،،
فليست الخواطر كلماتٌ في الحب
والعشق والهيام فقط ..
كتبتُ خاطرة في الصباح ..
وكتبت أخرى في الأرواح ..
كتبتُ عن الماء ..
وسرحتُ في السّماء ..
وكتبتُ .. وكتبت
فتعلمت .. وتعلمت
بل استطاعت أن تتجاوز حدود الجسد والعواطف
لتجتاح الروح .. فتجعلها روحاً طيبة ..
روحاً شفافةً .. روحاً ترتاح لبقية الأرواح ..

فيا أيها الخواطريون
سلّوا أقلامكم وأمتطوا صهوة أفكاركم ..
وتسلّحوا بكلماتكم ومشاعركم وأحاسيسكم..
ثم أعلنوها هجوماً كاسحاً ..
لا يُبقي ولا يذر ..
فلا تتركوا مجالأ إلا ولجتموه ..
ولا إحساساً إلا ولنا وصفتموه ..
أشبعوا رغباتنا ..
وأكثروا من أسر الأنفس ..
وفتح القلوب ..

» علمتني أمي
» هكذا ينبض القلب
» هكذا كنا نعيش طفولتنا في الضيعة