القصر الملكي الجزء الثاني
"القصر
الملكي" أو "دار العز" أو "دار الشخوص" هي تسميات مختلفة أطلقها المؤرخون
على قصر جميل ما زالت آثاره باقية إلى اليوم في "قلعة حلب" منذ أيام الدولة
الأيوبية في "حلب" تحديداً إلى عهد مهندس هذه الدولة الملك الظاهر
"غازي"...
بُني "القصر الملكي" في العصر الأيوبي، وفي عهد الملك الظاهر "غازي"
وذلك على أنقاض ثلاثة قصور كانت عائدة للعصر الزنكي.
مدخل
القصر تزيّنه مقرنصات جميلةشيّدت بالحجارة السود والصفر على شكل مداميك
متساوية ويعلو المدخل كتابة أُضيفت إليه في العصر المملوكي وذلك بمناسبة
جر المياه إلى الحمام أو إلى صهريج لجمع المياه الموجود تحت القصر، كما
يُلاحظ وجود ثلاث بوابات بازلتية تؤدي إلى الساحة الرئيسية للقصر التي
كانت مكاناً لإقامة الملك وتحتوي على ثلاثة إيوانات، كما يُلاحظ وجود ساحة
أصغر للاجتماعات الرسمية وكلتا الساحتين مبلّطة بالرخام والمرمر الملوّن
والحجر المصقول، أما الإيوان الشمالي فيحتوي على سلسبيل ماء خلفه خزان
لتأمين وصول الماء إلى القصر ويعود إلى الفترة المملوكية في "حلب"».
كما يوجد فها القصر حمام مؤلف من تسع حجرات وحجرة عاشرة لخلع الثياب، وقد جهز بأنابيب مصنوعة من الفخار للمياه الحارة والباردة
من
داخل القصرصدر الباحة الشمالية يوجد سلسبيل ماء وفي الجنوب إيوان كبير
ومن الشرق إيوان آخر أصغر حجماً، وتتصل الباحة بحمام بواسطة ممر رُصفت
أرضه بأحجار أخذت أشكالاً هندسية وهي من اللونين الأسود والأبيض، ويتكوّن
الحمام كما هو شأن معظم الحمامات العربية من البراني والوسطاني والجواني
وقد قامت مديرية الآثار والمتاحف مؤخراً بترميم هذا الحمام مع بعض أقسام
القصر».
عندما
تزوج الملك الظاهر "غازي" في 11 جمادى الأولى 609 هجرية /9تشرين الأول
1212 ميلادية من ابنة عمه "ضيفة خاتون" التي حكمت "حلب" بعد وفاته وخلال
حفلة الزفاف احترق القصر وجميع ما فيه من سجاد ومزهريات مذهّبة ومجوهرات
وأثاث وأوان وأشياء أخرى كما أتى الحريق على "الزردخانة" /دار السلاح/.
وبعد هذا الحريق الذي أتى على "دار العز" أمر الملك الظاهر بتجديد عمارتها
وسماها "دار الشخوص" /أي الصور/ وذلك بسبب وفرة الرسومات النباتية التي
اُستعملت في
مستتتزيين
الدار أو لكثرة ما كان فيها من زخرفة، وقد بلغت مساحة القصر 40 ذراعاً،
(17.5)م ويمكننا تسمية هذا القصر بـ"قصر التأمل". وفي سنة 628 هجرية 1230
ميلادية بنى الملك العزيز "محمد بن الملك الظاهر غازي" قصراً جميلاً إلى
جانب "الزردخانة" /دار السلاح/ بلغت مساحته 30 ذراعاً أي (13)م2، تحيط به
مجموعة من الباحات».
تنفتح
بوابة بين الجدران الملساء التي فُتحت فيها نافذتان صغيرتان وبُنيت
البوابة من قواعد متناوبة من الكلس الفاتح والبازلت الرمادي الغامق، وسُترت
مشكاة الباب بقبة نصفية ذات نخاريب تنتهي بقوقعة، في الأعلى تمت زخرفة
السطح حول القوقعة بضفيرة خشنة منحوتة في ألواح البازلت مع تغشيات بالرخام
الفاتح بين الأطراف الشديدة السواد، إنّ الساكف والركائز الداعمة العريضة
في الباب مزخرفة بضفيرة لكن خطوطها هي أخاديد ضيقة منحوتة في الأحجار
الصفراء أو الرمادية.
يعتقد
أنّ هذا القصر الجميل كان ذا طابقين بناه في أواخر العصر الأيوبي الملك
"صلاح الدين الناصر يوسف الثاني" وهناك من يرى أنّ القصر يعود إلى فترة
أقدم من عصر "يوسف الثاني" وإنما قام "يوسف الثاني" بترميمه وتوسيعه،
للقصر باب جميل تعلوه مقرنصات بديعة وتتوسطها كتابة أُضيفت إليه في العصر
المملوكي في حوالي 769 هجرية 1367 ميلادية وذلك عند جر الماء إليه وجعل
قاعة "حبس الدم" المجاورة قسماً منه حيث استُخدمت كصهريج ماء.
أهم
الأعمال التي قام بها الملك الظاهر "غازي" في "قلعة حلب" ومنها "القصر
الملكي" وبنى الملك فيها /أي القلعة/ داراً تُعرف بـ"دار العز" وكان في
موضعها دار للملك العادل "نور الدين محمود بن زنكي" تُسمى "دار الذهب" ودار
تعرف بـ"دار العواميد" و"دار الملك رضوان"، وبنى حولها بيوتاً وحجراً
وحمامات وبستاناً كبيراً في صدر إيوانها فيه أنواع الأزهار، وأصناف
الأشجار.
القاعة الملكية
الدخول
إلى قاعة العرش يتم عبر باب موجود في الوجه الشمالي وهو مبني على نظام
الأبلق /الحجر الأبيض والأسود والأصفر/ ويطل على الخارج على باحة محصنة
مستطيلة الشكل، ويوجد على قاعدة من الرخام الأصفر فوق قوس الباب شعاران
للسلطان "قايتباي" ومديح شعري من البحر الطويللصاحب هذا القصر عز ودولة/
وكل الورى في حسنه يتعجب
بنى في زمان العدل بالجود والتقى/ محاسنه فاقت جميع الغرائب».
بحسب
المعطيات التاريخية فإنّ "سيف الدين جكم" بدأ بتسقيف "قاعة العرش" /القصر
السلطاني/ بواسطة الأخشاب التي نقلها من مدينة "دمشق" ولكنه لم يكمل
التسقيف بسبب مقتله في شهر أيار من العام 1406 م، وبحسب نص كتابي محفور في
الحجر وموجود حالياً يسار الداخل إلى باحة القاعة أبعاده 1،90×0،42 م
ومؤرخ من العام 1417 م يعود لعهد سلطان المماليك "المؤيد شيخ" الذي قدم
إلى "حلب" بعد توليه منصب السلطان وأمر بوضع سقف القصر السلطاني /"قاعة
العرش"/ وقطع الأخشاب /شجر الجوز/ الضرورية لهذا الهدف وذلك من "دمشق" وقد
تم تنفيذ الأمر وحُملت العوارض الخشبية الطويلة والضخمة إلى "حلب"
لتُستعمل في تسقيف القصر الذي أصبح عالياً وجميلاً.
وتحت
النافذة الخارجية لقاعة العرش /القصر السلطاني/ والمزيّنة بشبك حديدي
نُقش مرسوم سلطاني على سطر واحد بخط نسخي مملوكي ومؤرخ من العام 1472 م
يشير إلى إعادة ترميم القصر بعد خرابه من قبل السلطان الملك الأشرف
"قايتباي
بُنيت
فوق برج مدخل القلعة الرئيسي، ويُنزل إليها بواسطة 7 درجات. أرضية القاعة
رخامية ذات أشكال مختلفة أُخذت من بيوت حلبية قديمة أطوالها 26.5×23.5م.
القاعة مملوكية؛ بُنيت بعد الدمار الذي حل بالقلعة على يد المغول عام
1400م.
جددها قايتباي في القرن 16م. ورُممت عدة مرات فيما بعد، آخرها كان
عام 1973م.
منتصف
القاعة بحرة ماء أيوبية. كانت جدران القاعة مغطاة بالفريسكو، وفي أعلى كل
جدار نافذتان، حالياً الجدران والأعمدة مغطاة بالخشب المحفور والملون إلى
ارتفاع معين. فيها نافذة كبيرة تُطل على المدينة وعلى مدخل القلعة. أما
النوافذ الأخرى وعددها عشرة، ثلاثة على كل جانب من النافذة الكبيرة،
واثنتان في كل حائط جانبي.
سقفها
خشبي محفور ومدهون ومزين بزخارف نباتية، يرتكز على أربعة دعائم. وهو
مقسّم إلى أقسام ثلاثة أُخذت أجزاؤه من دور دمشقية، وتعود إلى القرنين
السابع عشر والثامن عشر. يفصل بين السقوف جسور أطوالها تتراوح بين سبعة
وعشرة أمتار قطرها 75سم. تتدلى منها زوايا رائعة الزخرفة، والسقف زخرفته
من الخط العربي. وفيها أربع وعشرون نافذة جصية تُزينها زخارف نباتية وزجاج
ملون. يتدلى من السقف 10 ثريات خشبية يزينها الخط العربي والحشوات
الفاطمية. إحداها عبارة عن حجرات كبيرة تتدلى من منتصف القبة. كان في
القصر أربعون غرفة مكسوة بالمرمر والموزاييك. وتُزينه المقرنصات على شكل
خلايا النحل مرصعة بالمرمر الأبيض.
في
قاعة العرش درج سري يقود إلى قاعة الدفاع الكبرى، وينتهي عند الباب
الثالث. وفيها فتحات لسكب السوائل المغلية على العدو. وكوات لرمي السهام.
وهذه القاعة تتحكم بمدخل القلعة الرئيسي. كما تُشرف على باب الحيات وباب
الأسود.
وفي
الطريق نحو قاعة العرش توجد أبنية عديدة. إلى اليسار بناء يعرف باسم بيت
الطواشي وهو مدير القصر ورئيس الخدم، من القرن 13م. ثم تأتي فسحة فيها
كتابة، ودرج يؤدي إلى ممرات الحراسة فوق مدخل قاعة العرش.
يرجع
تاريخ الكتابة إلى العام 769 هجرية /1367 ميلادية ونصها: /بسم الله
الرحمن الرحيم، ونبئهم أنّ الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر وانساق الماء
إلى هذه القاعة المباركة في أيام مولانا السلطان الملك الأشرف ناصر الدنيا
والدين شعبان، أعزّ الله أنصاره بالإشارة العالية المولوية المالكية
المخدومية السيفية "منكلي بغا الشمسي" كافل المملكة الشريفة الحلبية، أعزّ
الله أنصاره، في شهر المحرّم سنة تسع وستين وسبعمئة/».
كما
يذكر فإن قاعة العرش ليست من بناء السلطان قايتباي لأن المعطيات التأريخية
والآثارية تؤكد بأن نائل حلب سيف الدين جكم في الأعوام 806-809هـ /
1403-1406م ) هو الذي بنى القصر وأن السلطان المملكوكي المؤيد شيخ أكمل
السقف الخشبي للقاعة سنة 820هـ/1417م والسلطان قايتباي أمر بحفر أسمه على
أسفل النافذة الخارجية للقاعة .
لقاعة
العرش باحة محاطة بجدران عالية أحجارها من الأعلى محزّزة بشراريف يحتمي
وراءها المدافعون مع ممشى مخصص للعسكر يمكن الصعود إلى الممشى عبر درج يقع
وسط جدار قاعة العرش من جهة يسار الداخل إلى القاعة، وبالاتجاه شمالاً من
الباحة يوجد باب يُشاهد منه مئذنة الجامع الأيوبي في القلعة، كان هذا
الباب مدخل قصر بناه الأمير "سيف الدين" /"ناصر الدين بن سلار"/ في العام
1425 م».
المهندس
الذي صمم قصر السلطان "جكم" /قاعة العرش/ في الأعوام 1403 -1406 م اسمه
"سعد" وقد حفر اسمه ضمن حجر على النافذة الخارجية الصغيرة شرق الواجهة
الخارجية من القاعة».
تبلغ
أبعاد "قاعة العرش" المقامة على برجي المدخل الرئيسي للقلعة 26،5×23،5
متراً بناها الأمير "جكم" وأكملها السلطان "المؤيد شيخ" ورممها السلطان
"قايتباي" وعندما هبط السقف إثر التخريب الذي لحق بها أعاده السلطان
"قانصوه الغوري" وجعله على شكل قباب وعددها تسع قباب وذلك في العام 916
هجرية».
أعادت
المديرية خلال عملها في ترميم "قاعة العرش" سقفها على شكل بلاطة من
الاسمنت المسلح وكسته بالخشب وبذلك تمكنت المديرية من الحفاظ على العناصر
الزخرفية الخشبة والحجرية التي كانت سائدة في العهود التي سبقت عصرنا.
تتألف
كسوة قاعة العرش الخشبية من أحد عشر سقفاً مزيّنة بزخارف نباتية منها
أربعة من الطراز العجمي وثلاثة أخر نُقلت من دور دمشقية صُنعت على طراز
البطانة العربية المعروفة في القرنين السابع عشر والثامن عشر، أما سقف
الرقبة فهو من طراز الخط العربي واحتوت هذه الرقبة على
24 نافذة جصية محلاة بزخارف نباتية يفصل بين السقوف المذكورة
جسور تتراوح أطوالها ما بين سبعة وعشرة أمتار وبأقطار تصل إلى 75 سم.
أما
أرض القاعة فقد كُسيت بمشقفات رخامية ذات أشكال مستوحاة من الدور الحلبية
الأثرية وتتوسط القاعة بحيرة ماء على الطراز الأيوبي أما الإنارة فتُؤمّن
بواسطة عشرة ثريات خشبية ذات تقاطيع من الخيط العربي بحشوة على الطراز
الفاطمي أكبرها تتدلى في منتصف الرقبة. لقد بدأ العمل في صناعة السقوف
الخشبية وزخرفتها في العام 1965 وانتهى في العام 1973».
حمام القصر الملكي
يقع "حمام القصر الملكي" على يمين الزائر لقلعة "حلب" وذلك بعد اجتياز الأبواب والممرات الموجودة في الحصن
يُعد "الحمام الملكي" من المعالم الأثرية والتاريخية الهامة في قلعة "حلب"
والذي لابد للسياح من زيارته خلال تجوالهم في القلعة حيث تم ترميمه
وتأهيله من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف ليكون في استقبال زوّاره
القادمين من مختلف بقاع العالم بغية التعرّف على أقسام الحمام وطريقه
تأدية كل قسم منه لوظيفته.
يقع
"الحمام الملكي" على بعد بضعة أمتار على يمين الخارج من الباشورة /حصن
القلعة/ وهو متصل بالقصر الملكي الأيوبي، ويعود تاريخه إلى عصر الملك
الناصر "يوسف الثاني" حفيد الملك الظاهر "غازي" /أي حوالي القرن الثالث
عشر الميلادي/ ويشبه هذا الحمام في تقسيماته الحمامات العربية من حيث وجود
البراني والوسطاني والجواني، ويوجد خلف القسم الأخير /أي الجواني/ موقد
كما يلاحظ في جدرانه أماكن مرور القساطل الفخارية التي كانت تحمل الماء
البارد والساخن إلى الحمام».
يفصل
بين الحمام وبين القصر باحة واسعة توجد في وسطها نافورة ماء، ويمكن لزائر
"قلعة حلب" الدخول إلى حمام قصر العزيز "محمد" ويشاهد فيه مصاطب حجرية
للمستحمين مع وجود أماكن لوضع الأحذية
/القباقيب الخشبية/، وهناك حائط على شكل غرفة للملابس».
توجد
في الحمام أيضاً تسع خلوات بأجرانها الحجرية وأنابيب المياه الفخارية
التابعة لها، ويشاهد الزائر عند خروجه من الحمام بقايا أنبوبين فخاريين
أحدهما للماء البارد والثاني للماء الحار يعودان بمخيلتك إلى زمان كان فيه
العرب يمسكون ناصية العالم ويتفننون في إقامة الحصون ويبرعون في تشييد كل
ما من شأنه تأمين رفاهيتهم، وأخيراً ومن مميزات حمام القصر الملكي أنه
موجود في مكان قريب من ساتورة الماء في القلعة».
يُعتقد
بدايةً أنّ "القصر الملكي" الجميل كان ذا طابقين بناه في أواخر العصر
الأيوبي الملك صلاح الدين الناصر "يوسف الثاني" وهناك من يرى بأنه يعود إلى
فترة أقدم من عصر "يوسف الثاني" وقد قام الأخير بترميمه وتوسيعه، للقصر
باحة جميلة تتوسطها بحيرة
ماء
وتتصل هذه الباحة بحمام القصر الملكي بواسطة ممر رُصفت أرضه بأحجار أخذت
أشكالاً هندسية وهي من اللونين الأسود والأبيض، ويتكون هذا الحمام كما هو
شان معظم الحمامات المعروفة بالحمامات العربية من أقسام البراني والوسطاني
والجواني».
لقد
أولت السلطات الأثرية اهتماماً خاصاً بقلعة حلب التاريخية منذ الاستقلال
وتكثف العمل فيها وتوسع بعد العام 1970 حيث رُصدت الاعتمادات الكبيرة
لأعمال الترميم والتأهيل للقلعة ومعالمها ومن ضمنها أعمال ترميم "الحمام
الملكي" وتأهيله مع بعض أقسام "القصر الملكي" من قبل مديرية الآثار
والمتاحف حيث تم إعادة إنشاء قبة الحمام وبناء الغرف الصغيرة منه وسقف
بعضها».
تنقسم
الحمامات بشكل عام إلى ثلاثة أقسام هي البراني /الصالة الباردة/ وهو عبارة
عن قاعة الاستقبال للوافدين وفي وسطها بركة ماء مزخرفة فيها نافورة وحول
البركة طاسات وصابون ومساطب لخلع
الثياب،
ثم يتم الانتقال إلى الوسطاني /الصالة الفاترة/ وهو أصغر من البراني
وتحيط به الخلوات الصغيرة ذات القباب العالية وفي كل خلوة صنبورا ماء
أحدهما للماء البارد والآخر للماء الساخن ويبقى المستحم فيه فتره ليتأقلم
جسمه مع المحيط، وأخيراً الجواني /بيت النار/ وهو مشابه للوسطاني ولكنه
شديد الحرارة لوجود بيت النار تحته».
المسجد الصغير
في
"قلعة حلب" توجد العديد من المعالم والآثار التاريخية التي تعود إلى عهود
مختلفة، وكل معلم منها يروي لزوار القلعة عن فنون العمارة الدينية
والعسكرية وتطورها عند مختلف الممالك التي حكمت مدينة "حلب" وقلعتها، ومن
هذه المعالم سنتحدث اليوم عن "المسجد الصغير".
لهذا المسجد تسميات مختلفة يطلقها عليها الباحثون والآثاريون فمنهم من
يسميه "مسجد نور الدين الزنكي" ومنهم من يدعوه "المقام التحتاني" أو "مقام
إبراهيم الخليل" أو "مسجد إبراهيم" ولكن جميع هذه التسميات تشير إلى مسجد
يقع إلى يسار الزائر بعد اجتيازه لباشورة /حصن/ القلعة ببضعة أمتار وهو
"المسجد الصغير
لإبراهيم الخليل. وتقول الأسطورة أن فيه صخرة كان النبي إبراهيم يجلس عليها
ليحلب بقرته الشهباء. جدّده نور الدين زنكي وكان يُصلي به. وتوجد لوحة
575هـ/1167م. في باحته غرف وبئر. وعلى جانبي المدخل كتابة وفي داخل المصلى
عمودان، الأيمن بيزنطي والأيسر عربي. كان فيه محراب كسوته خشبية بديعة
يشبه محراب المدرسة الحلوية أخذه الفرنسيون عام 1922م. تعلو المصلى قبة
متراً يعود إلى "نور الدين زنكي" كما نلاحظ وجود مكان لبئر عميق فيها».
وخمسمائة/».
خبر وفاة الأمير "نور الدين محمود"».
الأول سنة إحدى عشرة وثمان مائة/».
الفاعل ولم تثمر تحريات البحث عن أية نتيجة».
الفقير "شاذبخت" نائب "قلعة حلب" في عهد "نور الدين محمود". يوجد البئر في
"شاذبخت"».
على المسجد، وفي وسط الباحة يوجد بئر ماء».
للاستعمال».