في غربتي ناجيت القمر!

من يمكنه أن يُحاورك ..؟ فقط تلك النجوم
المتلألئة هي من تستطيع أن تفعل ذلك ولا
غيرها ..حتي البشر يصعب عليهم الحديث
معك مرات عديدة ..
أيها الناصع
هناك في علياء سمائك تنشر
جمالك علي
الجميع ..لا أحد يشعر بالغربة
معك ..نبث
إليك أشجاننا كلها ..كل الأنين
وكل
معاناتنا وحرارة الأشواق ولهيب
الفراق
ولوعة البُعد والفقدان ..
من أنت بربَك
أيها القمر لتحمل عنا عناء
كل هذا ..؟
أنت رفيق الدنيا منذ الأزل ..لكنك ما تزال
يافعا ..ودائما يافعا ..لم تهزمك السنين
كما تفعل بالبشر ..لم يهتز عرشك لآلاف
الأجرام الملتهبة حولك ..وبقيت عنوانا
دائما للحب وملاذا لكل المهتزة مشاعرهم
في حاجة لعطفك ..
أنا أدعوك اليوم
لتحكي لنا فقط بعض
اسرارك ..لا بأس حتي
تلك التي دفنتها
الأزمنة الغابرة ..
اخبرنا من فضلك عن هؤلاء ..اخبرنا
عن ملاحم الحب الأسطورية التي
كانت
تحت ضوئك الأخاذ هذا ..أعلمنا
من كان
الأقوي في نظرك أنت منهم ..
ومن أخذ بلبابك
يوما بتسطيره مجدا
خرافيا في وقت كان
المجد فيه عنيدا
علي البشر ..
أيها القمر ..دعنا نرتوي من فيض عذب
حكاياك ..من هي التي اهتزت لها اركانك
يوما ..تلك التي شكلت لديك علامة كبرياء
علي جرف الأرض أو فوق رؤوس جبالها
من هم الذي أسِفت علي فراقهم يوما ...
ومن غيرهم هم الذين ما وددت أن ينعموا
بسحرك ولا حتي بليلة من لياليك الخيالية
أيها القمر ..أقوياء إن كنا نحن أو ضعفاء
لكننا نضل لديك سرا من خفاياك التي لا
تنتهي ..فنحن يا رائعا هناك قدمنا إلي
دنياك هذه بدون قرار منا ووجدنا انفسنا
في متاهاتها ..ولا حتي حبات العرق هي
الأخري لم تشفع لنا في بعض الأحيان
للحظة هدوء نستمتع فيها بجمالك ...
فقط تلك التي نسترقها غفلةً بعض
الوقت
من ضوضائها ومن هذا الصخب
المريع في
دنيانا التي تبدوا كأنها قد
وُضعت علي نار
شديدة اللهب ...
احكِ لنا بربك كيف تبدو
الأمور في
ناظريك أمامنا ...
ولك مني ومنا كلنا كل الحب كبيرا
أيها القمر ....